الأحد، 29 مايو 2011

الثورة المضادة ... 1952


لو سألت رجل يزيد عمرة عن 80 سنة اى انة على الاقل كان  يبلغ من العمر  20 عاما عند إندلاع ثورة 1952 عن احداث تمت فى الفترة ما بين ثورة يوليو و الاعلان عن الدستور و تأميم قناة السويس فى عام 1954 لا اعتقد انة سوف يتذكر معظم الاحداث
و هذا لا يرجع لضغف ذاكرتة و لكن يرجع الى انة بعد تلك الفترة لن يتذكر إلا الاحداث المهمة فقط و لكن ما حدث فى تلك الفترة كان رهيبا
عندما قامت الثورة و تم عزل الملك كان هناك نظام ملكى قد سقط بعد مئات السنوات من حكم عائلة واحدة
 كانت هناك مصالح بالملاين و سوف يخسرها البلاط الملكى و اصحاب الحظوة من الباشوات و البهوات الفاسدين و المنتفعين
كانت هناك هروب حتى لا تتم محاكمات و تهريب اموال الى الخارج
كان يوجد إحتلال اجنبى و ليس من مصلحتة ان يقوم نظام شعبى قادر على مقاومتة
كان يوجد اليهود الذين كانوا يكرهوا الجيش المصرى لأنهم حاربوا ضد الاسرائليين ارض الميعاد لليهود المتعصبين
كان يوجد مقاومة من اصحاب الاراضى لعدم تأميمها

تخيلوا معى المخاطر المهولة التى كانت تحيط بالبلاد داخليا و خارجيا
تخيلوا معى فوضى عارمة  و تهريب ملاين خارج البلاد من يهود و رجال اعمال فاسدين
مقاومة رهيبة من الجيش البريطانى
الاشاعات التى كانت تملأ البلاد
توقف توريد المحاصيل من اصحاب الاراضى لعقاب الثورة و بالتالى نقص حاد فى المواد الغذائية
التفجيرات التى كانت تتم من الموساد الاسرائيلى
كل طرف دولى يريد الحصول على قطعة من التورتة و بالتالى يضغط كلَ بطريقتة

مجلس قيادة الثورة كان قد رسم الخطة مسبقا و قام بتنفيذها و هذة شجاعة تحسب لة ان فكر فى كل تلك المخاطر التى تحيط بهم و لكنهم كانوا على قدر المسؤولية

الا نحسد انفسنا على الخروج بصدور عارية امام المدافع و المدرعات لمجرد الحصول على حريتنا و إسترداد كرامتنا
اليست هذة شجاعة  تفوق ما تم التخطيط و التسليح اللازم لة فى ثورة 1952
الا يحدث بالضبط ما يحدث الان
هناك نظام مستبد يريد توريث الشعب
هناك اصدقاء مبارك و اصدقاء جمال و علاء و المدام و المنتفعين من تحتهم
هناك هروب لوزراء سابقين و رجال اعمال الى الخارج لعدم محاكمتهم
هناك مقاومة رهيبة من كل من لة مليم جاء بطريقة غير شرعية
هناك مؤامرة مازالت تحدث فى الانفلات الامنى و حتى الان لا نعرف من ورائها و من مازال يحافظ عليها
مصانع توقفت بسبب  هروب او سجن او خوف رجال الاعمال الفاسدين
سولار و قمح و ذرة يتم تهريبهم و ما خفى كان اعظم
إسرائيل تريد عقابنا للقضاء على "الكنز الاستراتيجى"  و المصالحة الفلسطينية ثم فتح معبر رفح
الدول النفطية و اسرائيل و امريكا لهم مصالح يجب الحفاظ عليها باى ثمن
إعلام عام و خاص (إلا ما رحم ربى) مسيس لصالح جهات معينة تريد نشر الفتنة و الذعر و الاشاعات و التخوين و القفز الى المنابر الامامية و قطف ثمرة مازالت خضراء و سوف تصيبة "بالاسهال"
لقد إتخذ مجلس قيادة الثورة عام 1952 قرارات سريعة و حاسمة و "بدء" عجلة الانتاج الوطنى فأصبحت مصر فى اقل من سنتين فقط قوية و قادرة على إتخاذ قرار مثل تأميم قناة السويس و ما يحملة من مخاطر و تبعات رهيبة
اين نحن من ذلك
اين نحن من القرارات الحاسمة
نعم نحن نعانى من ازمة إقتصادية و ليس إنهيار إقتصادى و لكن من سببها ؟؟
سببها المصانع التى توقفت بفعل فاعل و توقفت من خوف أصحابها من المسائلة و توقفت بسبب سجن من كان يمتلك المليارات و هو يضغط الان ليخرج من السجن و توقفت بعض المصانع لعقاب الثورة على تهديد مصالحها
ثم سبب رئيسى و هو الانفلات الامنى الذى بسسبة لا يوجد حماية لمحل او مصنع اوشركة او حتى الشارع
الإنفلات الامنى سببة تلقين المصريين درسا اننا لا نساوى شيئا بدون الظباط الغير شرفاء
تلقين المصريين ان إما حريتهم و إما الخبز
تلقين المصريين الا يرفعوا اعينهم فى وجة "اسيادهم" مرة اخرى. و اعتقد ان فكرة الاسياد مازالت موجودة عند بعض هؤلاء الظباط

هذة الثورة خرجت من أجل رغيف الخبز و الحرية و العدالة الاجتماعية
و بسبب عدم إتخاذ القرارات المناسبة السريعة الحاسمة، وجدنا ان رغيف الخبز ينقص فى ايدينا و اصبح يلجم السنتنا بالتهديد مرة و بالعنف مرة
اما العدالة الاجتماعية فحدث ولا حرج
مبارك يصرف علية من اموال الدولة (حسب تقديرات الخبراء) 40 الف جنية يوميا و حاليا هو فقط مصاب بالإكتئاب
زبانية مبارك المحبوسين فى طرة لاند يعيشون حياة الملوك بالداخل و يحاكموا على اموالهم فقط ثم يتم التصالح مع بعضهم ليخج و يكمل ما بدأة
الظباط المدانين بقتل المتظاهرين يقفون فى الحبس ولا يراهم احد ثم يؤَدى لهم التحية ثم يخرج ليكمل مهمتة (اى مهمة ؟؟ لا ادرى)
اما المواطنين فهم يحاكمون عسكريا و يضربون و يهانون و يعيشون غير اّمنين على حياتهم و حتى العلاج لمصابى الثورة لايتم و لا تعويضات يتم صرفها

يجب إعادة التفكير فيما حدث و كيف يمكن تدارك ما هو ات
لابد من إتخاذ خطوات سريعة و حاسمة و رادعة كى نستطيع مواحهة المخاطر التى تحيق بنا من كل جانب
لابد ان نحمى ثورتنا بأن نكون جميعا على قلب رجل واحد و قد رأينا نتائج ذلك كيف ابهرت العالم و ابهرتنا نحن انفسنا فلم يكن فى مخيلتنا اننا مازالنا نحتفظ بكل ما جميل داخلنا و لكن النظام الساقط قد شوهة و حاول إقناعنا بذلك و قد صدقنا هذا فى بعض الاحيان
هذة الثورة ملك الشعب المصرى وحدة و لا احد يزايد عليها و كلنا مسؤولون عن الحفاظ عليها على الاقل فى ذهن المواطن البسيط الذى قامت من اجلة الثورة
فى ثورة 1952 عندما تكاتفت قوى الشعب مع القوات المسلحة تغلبت على الثورة المضادة و اعادت الاستقرار فى وقت قصير
اما الان فتفتينا هو ما يعطى الثورة المضادة مكاسب و جولات و يضيع علينا الوقت فى امور فرعية و ثانوية و نترك الامور الاهم و نتفرق و نجرى الى السلطة.
لا اتخيل اى جهة تستطيع ان تحكم فى ظل وجود هذة الاختلافات و الانقسامات و دون وفاق وطنى و شعبى واسع



Follow on Twitter: @Ihatemz
29 May 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق